بسم الله الرحمن الرحيم
دروس في سنن الله وأيامه
الحمد لله المبدي المعيد، الفعال لما يريد، خلق السموات والأرض بالحق يكور الليل على النهار، ويكور النهار على الليل، أحصى على الخلق أعمالهم فهو بكل شيء محيط، وعلى كل شيء شهيد، أحمده سبحانه وأشكره وأسأله من فضله المزيد، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وهو الولي الحميد، وأشهد أن محمدًا عبد الله ورسوله دعا إلى الله وهاجر في سبيل الله وجاهد وصابر حتى أقام الملة ورفع راية التوحيد، صلى الله عليه وسلم وبارك وعلى آله وصحبه أهل الهجرة والنصرة والتأييد، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد:
فلا يخفى على كلِّ ذي لبٍّ أن لله سننًا ونواميس ومقادير قدرها جلَّ وعز لحكمة يعلمها، وهو الحكيم الخبير، ومن هذه السنن والمقادير التي قدرها الله تبارك وتعالى الابتلاءات بشتى أنواعها، وإنه في زماننا هذا خاصة قد كثرت وبانت واتضحت }لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ{ [ق: 37] وهي والله كفتنة الذهب حينما يصفى تفصل بين الجوهر الأصيل والزبد الزائف، فهي توضح بجلاء عن معادن النفوس وجواهرها فتبين من أسس بنيانه على شفا جرف هار - عياذًا بالله - ومن أسس بُنيانه على تقوى من الله ورضوان؛ لذلك قال r: «يبتلى الرجل على قدر دينه..»([1]) فعلى المؤمن حين تنزل هذه الفتن أن يستعيذ بالله من شرورها، وأن يصبر ويثبت، ويسأل الله العون والتأييد، وحينما يفعل ذلك فإنه يسكن ويطمئن وترتاح نفسه لوعد الله ونصره.
* ولما رأيت حالنا اليوم كما قال الله: }اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ * مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ * لَاهِيَةً قُلُوبُهُمْ{ [الأنبياء: 1-3] أردت أن أَذْكُرَ بعض هذه السنن التي قدَّرها الله وأذكِّرَ نفسي وإخواني المسلمين بما فيها من الدروس والعبر، وقدوتي في ذلك رسول الله محمد r إذ يقول كما في صحيح الإمام مسلم من حديث عبد الرحمن بن عبد رب الكعبة قال: دخلت المسجد فإذا عبد الله بن عمرو بن العاص جالس في ظل الكعبة والناس مجتمعون عليه، فأتيتهم فجلست إليه فقال: كنا مع رسول الله r في سفر فنزلنا منزلاً فمنا من يصلحُ خباءه ومنا من ينتضل([2])، ومنا من هو في جَشَرِهِ([3]) إذ نادى منادي رسول الله r الصلاة جامعة، فاجتمعنا إلى رسول الله r فقال: «إنه لم يكن نبي قبلي إلا كان حقًّا عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم، وينذرهم شرَّ ما يعلمه لهم، وإن أمتكم هذه جُعل عافيتها في أولها، وسيصيب آخرها بلاءُ وأمورٌ تنكرونها، وتجيء فتنة فيرقِّق بعضها بعضًا، وتجيء الفتنة فيقول المؤمن: هذه مهلكتي، ثم تنكشف وتجيء الفتنة فيقول المؤمن: هذه هذه. فمن أحبَّ أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر، وليأتِ إلى الناس الذي يحب أن يؤتى إليه».
والله أسأل أن يعينني في بيان بعضها وتوضيحه نصحًا لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم، وأسأله أن يجنبني فيها الخطأ والزلل، وأن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل وفيما نأتي ونذر وهو حسبنا ونعم الوكيل.
وقد قرأت هذه الرسالة على شيخنا فضيلة الشيخ عبد الرحمن البراك حفظه الله ورعاه وعلق عليها بعض التعليقات وأوصى بطباعتها فله مني الشكر والدعاء.
هذا وقد استعنت في هذه الدروس ببعض كتب أهل العلم والدعوة، واستفدت منها كثيرًا، كَتَبَ الله لأصحابها الأجر والمثوبة، وأنبِّه أيضًا أنني في هذه الرسالة أشير إلى مواطن الآيات من السور وأُخرج الأحاديث من غير إطالة، ويا أخي الكريم في هذه الرسالة – باستثناء كلام الله وكلام رسوله – كلام بشر وهو عرضة للخطأ والنسيان والقصور، والمعصوم من عصمه الله.
فإن أصبتُ فمن الله وحده، وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان، والله ورسوله من ذلك بريئان، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
السنن الكونية الإلهية
إن لله سننًا في خليقته لا تتبدل ولا تتغير ومنها:
1- أن الأمور لا تبقى على حال:
فالله جل شأنه من سنته أنه يغيِّر أحوال العباد وينقلهم من حال إلى حال، فالأيام دول }وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ{ [آل عمران: 140] فمرة شدة ومرة رخاء وحال غنى وبعده فقر، ويوم عزة وآخر ذل، وهكذا تتداول الأيام وتتقلب لحكمة يعلمها الله عز وجل، وقد ذُكِرَ أن محمد المهلبي – وكان من أهل الأدب – أصابته فاقة شديدة فبينما هو في بعض أسفاره سمعه رفيق له وهو يقول:
ألا موت يُباع
فأشتريه |
|
|
||
|
|
فهذا العيش ما لا
خيرَ فيه |
||
ألا رحم المهيمن نفس
حر |
|
|
||
|
|
تصدق بالوفاة على
أخيه |
||
فرثى له، وأحضر له بدرهم ما سدَّ به رمقه، وتفرقا ثم ترقى المهلبي إلى الوزارة، ودارت الأيام على صاحبه، فكتب إليه قائلاً:
ألا قل للوزير فدته
نفسي |
|
|
||
|
|
مقال مذكر ما قد
نسيه |
||
أتذكر إذ تقول لضنك
عيش |
|
|
||
|
|
ألا موت يُباع
فأشتريه |
||
فلما قرأها أمر له بسبعمائة درهم ثم قلَّده عملاً يرتزق منه.
فيا عبد الله، اعلم رحمك الله أنه لا يأس من رحمة الله، وأنه إذا ضاق الأمر اتسع، وإذا اشتد الحبل انقطع، وإذا اشتد ظلام الليل داهمه ضياء الفجر فسطع }فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا{ [الشرح: 5، 6] فمن حِِكَم الله وجود الضدين وهو عام في كل مكان وزمان؛ لأن لكل منهما أجل مسمى: العسر واليسر، والفرح والحزن، والكرب والرخاء، والصحة والسقم، والحياة والموت، والفقر والغنى، والنصر والهزيمة. وكتاب الله خير دليل على ذلك؛ فكم قصَّ الله علينا في القرآن عن الأمم والشعوب والأشخاص ومن الأحوال التي كانوا عليها ثم تبدلت، والسنة كذلك والتاريخ والحوادث والوقائع تحكي ذلك.
2- أن المصائب والشدائد والفتن والنوازل تبيِّن معادن الناس:
قال تعالى: }مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ{ [آل عمران: 179] وقال تعالى: }الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ{ [العنكبوت: 1، 2] فلولا هذه الابتلاءات ما عُرِفَ المؤمن الصادق من الذي في قلبه دخن، وأعظم درس في هذه السنة الربانية ما علمتنا إياه السيرة النبوية كما في غزوة الأحزاب }وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا{ [الأحزاب: 12] فمثل هذه الشدائد التي يقدرها الله تكشف عن الحقيقة الإيمانية وتجرد الإنسان أمام نفسه، فكل الناس يدَّعي الإيمان ولكن الدعاوى إذا لم يقم عليها أصحابها بينات يكن أصحابها أدعياء، فبهذه الشدائد تقف النفوس على حقيقة ما هي عليه، فالصحيح لا يعرف قيمة الصحة إلا حينما يعرف المرض أو يصاب به، ولا يعرف الإنسان نعمة الأمن إلا حينما يبتلى بالخوف والهلع.
والحادثات وإن أصابك
بؤسها |
|
|
||
|
|
فهو الذي أنباك كيف
نعيمها |
||
3- إن الله ما رفع شيئًا إلا وضعه:
وهذه السنة الربانية قد أخبر بها النبي r في الحديث الصحيح، فعن أنس بن مالك t قال: كانت العَضْبَاء لا تسبق فجاء أعرابي على قَعَوْدٍ له فسابقها فسبقها الأعرابي، فكأنَّ ذلك شقَّ على أصحاب رسول الله r فقال r: «حق على الله ألا يرفع شيئًا من الدنيا إلا وضعه»([4]).
فانظر يا أخي هي حادثة بسيطة جمل يسبق آخر وانتهت القصة لكن هذا الخبر من أصدق الخلق r عن سنة من سنن الله في هذه الدنيا، فليس الأمر مقصورًا على ذلك القَعود بل كل ما ارتفع من هذه الدنيا فلابد أن يعود بعد الصعود، وهذه من الدروس الميدانية في المدرسة المحمدية يؤكد هذه السنة في هذه الحادثة، فهي وإن كانت صغيرة ولكن شأنها خطير أعني هذه السنة فانتبه لها.
فمن حكمها أن البشر مهما أوتوا من قوة وشدة فنهايتها إلى ضعف، ومهما كانت لهم من عزة فنهايتها إلى زوال، وينسحب هذا على كل الخلق فالقوة المطلقة والعزة المطلقة التي لا تتغير ولا تتبدل هيب قوة الله وحده الواحد القهار العزيز الجبار، فلله العزة جميعًا وهو القوي القهار، فسبحان من لا يزول ملكه ولا تضعف قوته وإليه يرجع الأمر كله.
ولكي نتأمل هذه السنة أكثر فأكثر علينا مراجعة التاريخ.
اقرأ التاريخ إذ فيه
العبر |
|
|
||
|
|
ضلَّ قوم ليس يدرون
الأثر |
||
وتأمل كيف أفنى
ملكهم |
|
|
||
|
|
من على الملك تولى
وقهر |
||
فكم من دولة زالت بعد ملك ومنعة كانت غالبة فأصبحت مغلوبة، أصبحت أثرًا بعد عين، وكتاب ربنا فيه القصص الحق عن ذلك، وكم من ملكٍ حسب أنه سَيُخلَّدُ في الملك ويحكم على الدوام فمُزِّقَ ملكه وَشُتِّتَ شمله، وصار عبرة للمعتبرين وفرعون دليل على ذلك، وهكذا أهل المال والكنوز والدور والقصور وقارون مثال لذلك على مرِّ الدهور والعصور في ليلة وضحاها أصبح فقيرًا وبداره مقبورًا وأصبح بعد العلو وضيعًا }فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ{ [القصص: 81]، حقًّا والله إن الله ما رفع شيئًا في الدنيا إلا حطَّه، يُذْكَرُ أنه لما تولى بعض بني أمية الخلافة قالوا: سوف تبقى لنا على الدوام فما أكمل – والله – ملكهم ثمانين عامًا.
ومن حكم هذه السنة ولطيف دقائقها أن يعلم الناس كل الناس، والخلق كل الخلق شعوبًا وأممًا حكامًا ومحكومين وحتى الجن والشياطين! أن هناك حقيقة واحدة هي أن الله ما رفع شيئًا إلا حطَّه، وأن }كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ{ [الرحمن: 26، 27].
4- أن البلاء ما نزل إلا بذنب وما رفع إلا بتوبة:
ويا ليت قومي يعلمون أن هذه السنة الربانية قد فصلها الله في كتابه، وجاءت السنة النبوية موضحة لها ومبينة إياها، ولكن أكثر الناس لا يعلمون!!! بل لقد ظهر في المسلمين من ينكر هذه السنة الربانية ويردها ولنا أن ننظر حال الأمم التي جهلت أو تجاهلت هذه السنة الإلهية، قال تعالى: }فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ{ [العنكبوت: 40].
فانظر كيف قال الله }بِذَنْبِهِ{ أي بسبب ذنبه، فالذنوب السبب المباشر بل هي من أعظم أسباب العذاب والعقوبة التي يرسلها الله على خلقه سنة ربانية وحكمة إلهية فـ «عاد» أخذهم حاصب: وهو الريح الصرصر التي تتطاير معها حصياء الأرض فتضربهم وتقتلهم، و «ثمود» أخذتهم الصيحة، و«قارون» خسف الله به وبداره الأرض، و«فرعون وهامان» وغيرهم، سنة الله }وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا{ [الأحزاب: 62] }وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَحْوِيلًا{ [فاطر: 43]. وهنا لطيفة دقيقة في هذه الآية العظيمة تدل أيضًا على هذه السنة فتأمل كيف عدد الله المعاصي المُرتكبة: كالكفر بالله، والتكذيب والصد عن سبيل الله، ومحاولة قتل رسل الله، وفعل الفواحش المستقبحة، والاغترار بإمهال الله، وغيرها من المعاصي كلها أخذ الله فاعليها بسبب ذنوبهم، وكان ذلك هو السبب المباشر لعقوبة الله.
وحتى هذه العقوبات تنوعت بتنوع الذنب المرتكب!! حتى لا يأتي قائل فيقول: هذه العقوبة وقعت فقط بسبب هذا الذنب دون غيره ولا تأتي العقوبة إلا لهذا الذنب دون غيره من الذنوب، فهل أدركت يا عبد الله حكمة الله وإعجاز هذا الكتاب العظيم في بيان الحال للناس على أكمل وجه لكل زمان ومكان؟!
وقد جاء في الصحيح من حديث أم المؤمنين زينب بنت جحش رضي الله عنها قالت: استيقظ رسول الله r من النوم محمرًا وجهه وهو يقول: «لا إله إلا الله ويل للعرب من شرٍّ قد اقترب، فُتح اليوم من ردم يأجوج ومأجود مثل هذه – وعقد سفيان تسعين أو مائة – قيل: أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: نعم إذا كثر الخبث».
قال الحسن البصري رحمه الله في أصحاب المعاصي: هانوا عليه فعصوه، ولو عزوا عليه لعصمهم.
وأخرج الإمام أحمد في مسنده عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه قال: لما فتحت قبرص رأيت أبا الدرداء جالسًا وحده وهو يبكي. فقلت: يا أبا الدرداء، ما يبكيك في يوم أعز الله فيه الإسلام وأهله؟ فقال: ويحك يا جبير؟ ما أهون الخلق على الله إذا أضاعوا أمره ... بينما هي أمة قاهرة ظاهرة لهم الملك تركوا أمر الله فصاروا إلى ما ترى.
فيا أخي الكريم: إن سن الله عز وجل تأبى أن تترك المجرمين من غير قصاص }أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ أَنْ يَسْبِقُونَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ{ [العنكبوت: 4] فماذا ينتظر المقصرون؟!!
5- قانون الاستخلاف وسنة الله فيه:
المُلكُ لله وبيد الله يهبه لمن يشاء وينزعه ممن يشاء! ولكن هناك سنة ربانية للاستخلاف في الأرض، فالله خلق الإنسان في الأرض ليستخلفه فيها فينظر ماذا يعمل }ثُمَّ جَعَلْنَاكُمْ خَلَائِفَ فِي الْأَرْضِ مِنْ بَعْدِهِمْ لِنَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ{ [يونس: 14] وهذا الاستخلاف مشترك بين البر والفاجر والمؤمن والكافر، فهو استخلاف ابتلاء لا استخلاف تكريم ومحبة فإن ذلك لا يكون إلا للأنبياء ومن اتبعهم على طريق الهدى، ولهذا الاستخلاف شروط ونواميس متى تحققت تحقق وعد الله ولن يخلف الله وعده }وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ{ [النور: 55].
وهذه السنة كما كانت قائمة في الأمم السابقة فهي كذلك في الأمم اللاحقة! ولكن بشرط الإيمان والعمل الصالح والاستقامة على أمر الله وإقامة حدوده فمتى ما قصر الناس في شرط من هذه الشروط تأخر موعد الاستخلاف حتى تتحقق جميع الشروط، جزاءً وفاقًا }إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ{ [الرعد: 11].
وهنا قد يسأل سائل فيقول: أليس أمم الكفر لم تتحقق فيها هذه الشروط المذكورة؟ ومع ذلك نراها مُمكنة ومسيطرة وغالبة ... فكيف يكون ذلك؟
* والجواب على هذا يكون من وجهين:
الوجه الأول: يخص المسلمين والجواب متعلق بهم وذلك يوم تخليهم عن مكانتهم التي أرادها الله لهم }كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ{ [آل عمران: 110]، مكان السيادة والقيادة كما كان سلفنا الصالح حين ملكوا الدنيا مع وجود ممالك عظيمة في ذلك الوقت مثل الفرس والروم، ولكن لما بُعد الناس عن كتاب الله وسنة رسول الله وتكالبوا على الدنيا وآثروا الفاني على الباقي؛ فأضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات وأكلوا الربا وفشا الزنا واتبعوا خطوات الشيطان إلا من رحم الله كان الجزاءُ من جنس العمل }إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ{ [الرعد: 11].
ولا إله إلى الله! ما أعظم الفاروق عمر t وهو يعلم الناس هذه السنة الربانية، ولا عجب فهو الذي تخرَّج من مدرسة المصطفى وهو التلميذ النجيب الملهم! يقول t لأصحابه يوم استلام مفاتيح القدس حينما طلبوا منه أن يتزين ويخرج بالأبهة التي عليها الملوك في الشام، وهم يريدون أن يعظم الإسلام في عيون النصارى؛ لأنهم يعظمون ذلك!! ولكن العظمة عند الفاروق شكلها يختلف وطريقها يختلف وصفتها تختلف كيف ذلك؟ العظمة عند الفاروق هي في معرفة سنن الله وأيامه، وفي ذلك يقول: «نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فمهما ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله» لا فض فوك أيها الفاروق.
بالله لفضك هذا سال
من عسل |
|
|
||
|
|
أم قد صبيت على
أفواهنا العسلا |
||
نحن لا ننتصر على الأعداء بعدد ولا عتاد وإن كان هذا مطلوبًا من باب الأخذ بالأسباب، ولكن النصر الحقيقي بيد الله يهبه لمن يشاء، ومن سنة الله المعلومة أن الله ينصر من نصره }وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ{ [الحج: 40] }يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ{ [محمد: 7] فيا ليت قومي يعلمون ...!
الوجه الثاني: وهو لما تساوينا والكفار بالاعتماد على النفس وعدم التوكل على الله والركون إلى حولنا وقوتنا مع ما وافق هذا من حبِّ الدنيا وكراهية الموت وهو الوهن الذي شخَّصه رسول الله، والداء الخطير الذي حذَّرنا منه r؛ كان التفوق في الميدان والاستخلاف للأقوى والأكثر تقدمًا وعددًا وعُدَّة، وهم بلا شك أوفر حظًّا في هذا الجانب، وهذا أمر بديهي لا ينكره عاقل فإلى الله المشتكى وإليه الملتجأ ولا حول ولا قوة إلا بالله }قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُروا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ * هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ{ [آل عمران: 138].
* * * *
دروس ووصايا
وبعد يا عباد الله، فإنه ولا شك ها هنا دروس ووصايا نتعلمها من هذه السنن الربانية ومنها:
1- أن كل شيء قدره الله وكتبه جل وعز، فما شاء كان وما لم يشأ لم يكن، وأن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطاك لم يكن ليصيبُك، وهذا على مستوى الفرد والمجتمع والأمم والدول، وعليه فالمطلوب الصبر والاحتساب والتمسك بالكتاب والسنة والإيمان بقضاء الله وقدره خيره وشره حلوه ومره وخاصة عند نزول البلايا والفتن والرزايا، فإن الصبر عند الصدمة الأولى، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فعليه سخطه ولا يضرُّ الله شيئًا، ولا يضر إلا نفسيه، وسنة الله ماضية ومشيئة الله نافذة }وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ{ [البقرة: 155-157].
2- هذه السنن والمحن التي يقدرها الله فيها شيء من التمحيص والاختبار، ليميز الله الخبيث من الطيب، وهكذا سنن الله تبين معادن الناس ومواقفهم }مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ{ [آل عمران: 179] وهكذا الفتن كما أخبر بذلك الصادق المصدوق حتى ينقسم الناس إلى فسطاطين: إيمان لا كفر فيه، وكفر لا إيمان فيه ويكون ذلك قريبًا من قيام الساعة حتى تأتي ريح طيبة تقبض أرواح المؤمنين كما جاء في حديث النواس بن سمعان t عند الإمام مسلم في صحيحه، فنسأل الله أن يثبتنا والمسلمين أجمعين حتى نلقاه.
3- أن مما يخفف المصاب ويعين على الصبر والثبات في الفتن، أن يعلم أنه كلما مر وقت وزمن ويوم على هذه البلية ألقى عن كاهله بعضًا من هذه الشدة والمحنة، وقرب من ذلك نور الفرج وضياء الأمل وشعاع النهاية، وما ذاك إلا لأن زمن المحنة محدود مؤقت وكما قيل: لا يأس مع الأمل، ولا أمل مع اليأس، فكلما مرَّ بالمصاب ساعة فقد سقط عنه همُّ تلك الساعة، وسقط عنه شيء من هذه الشدة، فالليل لا يبقى مع النهار، فهذا يُنقص من هذا وهذا يعلن خروج هذا، وذكروا أن يحيى بن خالد البرمكي كتب لهارون الرشيد من السجن أن كل ساعة تمر تأخذ بحقها من عذابي وبحقها من نعيمك حتى نلقى الله عز وجل أنا وأنت، وهذا كلام جميل يدل على ذكاء قائله، فمن أصيب بمصيبة فليعلم أنه ينقص عنه كل يوم جزء من المصيبة وكذلك من الهمِّ والغمِّ والحزن والعذاب؛ لأن ذلك اليوم أخذ بحظه من المصاب كلما ذهبت شمسه.
قال عمارة بن عقيل:
ترى كل يوم مرّ من
سوء حالنا |
|
|
||
|
|
يمر بيوم من نعيمك
يسلبُ |
||
4- معادلة دقيقة محسوبة سلفًا: الصبر واليقين طريق إلى التمكين!!!
قال تعالى }وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآَيَاتِنَا يُوقِنُونَ{ [السجدة: 24] قال ابن القيم رحمه الله: «فالناس إذا أرسل إليهم الرسل بين أمرين: إما أن يقولوا أمنا، وإما أن لا يقولوا أمنا بل يستمروا على عمل السيئات، فمن قال: أمنا امتحنه الله عز وجل وابتلاه وألبسه الابتلاء والاختبار ليبين الصادق من الكاذب.
ومن لم يقل أمنا فلا يحسب أنه يسبق الرب لتجربته فإن أحد لن يعجز الله وهذه سنة الله ... إلى أن قال: لكن المؤمن يحصل له من الألم ابتداءً ثم تكون له العاقبة في الدنيا والآخرة». اهـ.
قال تعالى: }أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ{ [آل عمران: 142].
5- هذه السنن والابتلاءات فيها تنبيه للغافل وتذكير للناسي، كي يرجع إلى الله ويتوب إليه، وهذه لعلها من حكمها أنها تفتح للناس بابًا من أبواب التوبة فتجد بعض العصاة في هذه الفتن يرجع إلى الله ويراجع نفسه فيستغفر ويندم ويستقيم على أمر الله ويخاف من عذاب الله، قال تعالى: }وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ{ [الأعراف: 168].
وكذلك قد تفتح هذه المصيبة على العبد باب التوكل وهو من أعظم أبواب الخير، فمع التوبة والرجوع يتوكل العبد على الله ويستعين به؛ لأنه يعلم أن من توكل على الله كفاه، ومن التجأ إليه حماه، ومن استنصر به نصره.
وهذا من أعظم أسباب تجريد التوحيد، فالتوكل تارة يكون اضطرارًا وإلجاءً بحيث لا يجد العبد ملجأ ولا منجا من الله إلا إليه، فإذا ضاقت عليه الأرض بما رحبت وضاقت عليه نفسه وظن أن لا منجا من الله إلا إليه، ففي هذا الموطن وعلى هذه الحال يأتي الفرج والتيسير ولا يتخلف البتة كما قال ابن القيم رحمه الله.
وتارة يكون التوكل اختيارًا وهذا يكون بحسبه مع وجود السبب المفضي إلى المراد، والواجب القيام بهما جميعًا بنص القرآن والسنة.
قال ابن القيم التوكل على الله نوعان:
أ- توكل عليه في جلب حوائج العبد وحظوظه الدنيوية أو دفع مكروهاته ومصائبه الدنيوية.
ب- توكل عليه في حصول ما يحبه ويرضاه من الإيمان واليقين والجهاد والدعوة إليه([5]).
فالشاهد من هذا: أنه قد يحصل في المصائب والنوازل نفعه للعبد من التوبة والاستغفار والتوكل والتوحيد والاستعانة والإنابة والخشية وغير ذلك مما لا يعلمه إلا الله؛ لذلك قال كثير من الصالحين: كم من محنة في طيها منحة.
6- أن المؤمن لا يطلب الفتنة ولا يتمنَّاها:
ولكن إذا وقعت صبر وصابر ورابط وجاهد واعتصم بحبل الله ودعا الله وألح عليه بالدعاء أن يكشف الكروب، ويهون الخطوب، ويثبت القلوب، وينجي له كل محبوب من شر هذه الفتن والسبل والدروب.
وهذا ما أرشدنا إليه نبينا r حيث يقول: «لا تتمنوا لقاء العدو وسلوا الله العافية»([6]) وقد بوَّب عليه البخاري رحمه الله: باب كراهية لقاء العدو.
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: أمر بترك التمني لما فيه من التعرض للبلاء وخوف اغترار النفس إذ لا يؤمن غدرها عند الوقوع، ثم أمرهم بالصبر عند الوقوع لما فيه من التعرض للبلاء. اهـ.
7- الدعاء:
وهذه من أعظم فوائد الابتلاءات أن يلح المؤمن على الله بالدعاء ويرجوه ويدعوه في كشف الضر ورفع الفتن والنجاة منها، فيظهر الافتقار والانكسار إلى الواحد القهار، قال تعالى: }قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَاءَ وَتَنْسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ * وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ * فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ{ [الأنعام: 40-43].
قال ابن كثير رحمه الله: أي لا تدعون غيره لعلمكم أنه لا يقدر أحد على دفع ذلك سواه، ثم قال }بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ{ وقال ابن سعدي رحمه الله([7]): }فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ{ [الأنعام: 42]، أي: بالفقر والمرض والآفات والمصائب رحمة منا بهم }لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ{ إلينا ويلجئون عند الشدة إلينا.
فلا إله إلا الله سؤالنا له وقضاؤه إلينا حوائجنا عبادة له، وتركنا دعاءه إثم خطير.
أخرج الترمذي من حديث أبي هريرة t قال: قال رسول الله r: «من لم يسأل الله يغضب عليه»([8]) وما أحسن من قال:
لا تسألنَّ بُنيَّ
آدم حاجةً |
|
|
||
|
|
وسلِ الذي أبوابُه
لا تحجبُ |
||
الله يغضبُ إن تركت
سؤالَه |
|
|
||
|
|
وبنيُّ آدم حين
يُسأل يغضبُ |
||
قال تعالى: }أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ{ [النمل: 62].
قال ابن القيم رحمه الله: «والدعاء يقطع بقبوله لعموم الآيات والأحاديث إذا استوفى شروط الصحة». اهـ.
وأخرج أحمد والبزار وأبو يعلي بأسانيد جيدة والحاكم وصححه من حديث أبي سعيد الخدري t أن النبي r قال: «ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن يعجل له دعوته، وإما أن يدخرها له في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها».
وقال تعالى: }وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ{ [غافر: 60].
وعن عمر بن الخطاب t قال: «أنا لا أحمل هم الإجابة ولكن أحمل هم الدعاء، فمن ألهم الدعاء فإن الإجابة معه».
اللهم ألهمنا رشدنا وثبت أقدامنا، وأرنا الحق حقًّا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه.
يا حي يا قيوم نسألك الإخلاص في القول والعمل، والعفو والعافية والمعافاة الدائمة في الدين والدنيا والآخرة.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
كتبه/ حمد بن نجم بن عبد الله الدهلوس
الرياض 18/7/1422هـ
([1]) الترمذي وأحمد والبيهقي.
([2]) المناضلة: وهي المراماة بالنشاب.
([3]) جشره: هي الدواب التي ترعى وتبيت مكانها.
([4]) أبو داود والنسائي.
([5]) الفوائد ص112.
([6]) البخاري ومسلم.
([7]) تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان.
([8]) الترمذي وابن ماجه والحاكم وصححه ووافقه الذهبي وهو حديث حسن إن شاء الله.
يغضب عليه: لأنه إما قانط وإما متكبر، وكل واحد من الأمرين موجب للغضب.
===========
=======