ثبات سنن الله في كونه ونصر عباده

**

الثانوية العامة ٣ثانوي. /عقوبة من قتل نفسه؟/ وصف الجنة والحور العين /المدونة التعليمبة الثانية أسماء صلاح ٣.ثانوي عام/ الفتن ونهاية العالم /المقحمات ا.قانون الحق الإلهي اا /القرانيون الفئة الضالة اوه /قواعد وثوابت قرانية / مسائل صحيح مسلم وشروح النووي الخاطئة عليها اوهو /المسائل الفقهية في النكاح والطلاق والمتعة والرجعة /مدونة الصفحات المقتوحة /الخوف من الله الواحد؟ /قانون ثبات سنة الله في الخلق /اللهم ارحم أبي وأمي والصالحين /السيرة النبوية /مدونة {استكمال} مدونة قانون الحق الإلهي /مدونة الحائرين /الجنة ومتاعها والنار وسوء جحيمها عياذا بالله الواحد. /لابثين فيها أحقابا /المدونة المفتوحة /نفحات من سورة الزمر /أُمَّاهُ عافاكِ الله ووالدي ورضي عنكما ورحمكما/ ترجمة معان القران /مصنفات اللغة العربية /كتاب الفتن علامات القيامة لابن كثير /قانون العدل الإلهي /الفهرست /جامعة المصاحف /قانون الحق الإلهي /تخريجات أحاديث الطلاق متنا وسندا /تعلم للتفوق بالثانوية العامة /مدونات لاشين /الرافضة /قانون الحق الألهي ٣ /قانون الحق الإلهي٤. /حدود التعاملات العقائدية بين المسلمين /المقحمات اا. /منصة الصلاة اا /مدونة تخفيف

الخميس، 7 أبريل 2022

السنن الالهية

 منقول
السنن الإلهية في القرآن الكريم  
أ .د . قصي الحسين
يتبادر إلى الذهن، حين نكون بصدد الحديث عن السنن الإلهية في القرآن الكريم، أنه لا بد، أن نلفت إلى السنّة النبوية الشريفة، منعاً للالتباس من جهة، وتثبيتاً للفروق بين السنّة الإلهية والسنّة النبوية . ونحن سنبادر إلى ذلك، تمهيداً للحديث عن السنن التي سنها اللّه لنا في كتابه العزيز .
فالسنّة لغةً هي السيرة والطريقة . وهي تشمل كل أثر من قول أو فعل، تركه لنا الرسول صلى الله عليه وسلم، بحيث وجد فيه المسلمون في الحقبة النبوية والراشدية الطريقة الدينية التي سلكها في سيرته ومسيرته . فإذا كان الحديث عموماً يشتمل على قول النبي عليه الصلاة والسلام، فإن السنّة بخاصة تشتمل على أعمال النبي . ويقول علماء أصول الفقه، إن السنّة النبوية، هي كل ما صدر عن النبي عليه الصلاة والسلام، غير القرآن الكريم، من قول أو فعل أو تقرير مما يصلح أن يكون دليلاً لحكم شرعي . ويقول آخرون، إن السنّة النبوية، هي كل ما أثر عن النبي صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير أو صفة خلقية أو سيرة، سواء أكان ذلك قبل البعثة النبوية أم بعدها . أما القول: فهو أحاديثه عليه الصلاة والسلام التي قالها في مختلف الأغراض والمناسبات، فترتب عليها حكم شرعي، كقوله صلى اللّه عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً" . وأمّا الفعل، فهو الأفعال التي نقلها إلينا الصحابة، مثل أدائه الصلوات الخمس بهيئاتها وأركانها وأدائه مناسك الحج، وقضائه بالشاهد واليمين وما إلى ذلك . وأما التقرير، فكل ما أقره النبي صلى الله عليه وسلم، مما صدر عن بعض الصحابة من أقوال وأفعالٍ بسكوت منه وعدم إنكار، أو بموافقته وإظهار استحسانه وتأييده، فيعتبر ما صدر عنهم بهذا الإقرار والموافقة عليه، صادراً عن الرسول . فالسنّة بذلك، هي السنّة النبوية الشريفة، مصداقاً لقوله تعالى: "وما آتاكم الرسول فخذوه، وما نهاكم عنه فانتهوا . . ." (الحشر: 7) . وهي المصدر الثاني للتشريع الإسلامي بعد القرآن . وكل ما جاء فيها، إنما أصله في كتاب اللّه . أي أنها تفصيل لما أجمله القرآن من سنن إلهية، وتقييد لما أطلقه من أحكام ربانية، وتبيان للمراد من آياته في جميع الأحوال .
وأما السنن الإلهية، فهي تلك التي وردت في القرآن الكريم وحده دون سواه من الكتب والأقوال والأخبار، وقد وضعها اللّه تعالى في هذا الكون الذي هو من خلقه، لتحكم كل شيء فيه . وهذه السنن وجمعها (سنّة)، هي وحدها دون غيرها من السنن، تمثل القانون الثابت الذي لا يتغير ولا يتبدل إلا بحكم الله تعالى .
دروس "أحد"
وهناك نوعان من السنن الإلهية: السنن الاجتماعية، وهي التي تتعلق بالبشر . فللنجاح سنن، وللفشل سنن، وللنصر سنن، وللهزيمة سنن، وللصحة سنن، وللمرض سنن، ولتقدم المجتمعات سنن، وكذلك لتخلفها وتراجعها سنن أخرى . يقول اللّه تعالى: "قد خلت من قبلكم سنن . فسيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين . هذا بيان للناس وهدى وموعظة للمتقين . ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين . إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله . وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم اللّه الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين . وليمحص اللّه الذين آمنوا ويمحق الكافرين . أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم اللّه الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين . ولقد كنتم تمنون الموت من قبل أن تلقوه، فقد رأيتموه وأنتم تنظرون" (آل عمران: 137-143) .
وهذه الآيات الكريمات نزلت بعد معركة أحد، بين المسلمين وقريش . وقد كان النصر فيها أولاً للمسلمين، ثم دارت الدائرة عليهم، وكان سؤال المسلمين، كيف تجري الأمور معنا على هذه الصورة ونحن المسلمون؟ قال تعالى: "أو لمّا أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها، قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم إن اللّه على كل شيء قدير" (آل عمران: 165) . فقد ربط القرآن الحاضر بالماضي، والماضي بالحاضر، لما يحدث للناس من قبل أن يحدث الآن، وسيظل يحدث بلا تغيير . فلا شيء متروك للصدفة . وبالرغم من أن اللّه تعالى لفت المسلمين إلى هذه السنن/ القوانين، غير أن كثيراً من المسلمين لم يتعلموا منها شيئاً . فهم يريدون أن يحققوا النصر، فقط لأنهم مسلمون . وهم يريدون أن يهزموا أعداءهم فقط لأنهم مسلمون . وهم سألوا وتساءلوا: كيف يهزمون وهم مسلمون . فإسلام المسلمين لا يعصمهم، إذا لم يعصموا أنفسهم بسنن اللّه تعالى، لأن هناك قوانين تحكم حياة البشر، وعلى المسلمين أن ينتبهوا إليها .
قوانين ثابتة
وفي الآيات التي ذكرناها من سورة آل عمران مجموعة سنن/ قوانين: أن عاقبة المكذبين واحدة على مدار التاريخ . وأن مداولة الأيام بين الناس سنّة إلهية أيضاً "وتلك الأيام نداولها بين الناس" (آل عمران: 140) . وأن هناك ابتلاءات لا بد أن يصاب بها المؤمنون . وأن النصر في النهاية من نصيب المؤمنين الصابرين، لا من نصيب الكافرين المكذبين . "وليمحص اللّه الذين آمنوا ويمحق الكافرين" (آل عمران: 141) . والموت والحياة بيد اللّه وحده "وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن اللّه كتاباً مؤجلاً" (آل عمران: 145) وأن الموت له موعد لا يتغير . فلكل نفس أجل لا ريب فيه . وهذا الأجل لا يتقدّم ولا يتأخر . كما أنه لا مكان يعصم من الموت "أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة" (النساء: 78) . وأن لا حال يعصم من الموت .
وإضافة إلى السنن الاجتماعية والحياتية، هناك سنن كونية مبثوثة في آيات كثيرة من القرآن الكريم . وهي تتعلق بالكون مثل شروق الشمس من المشرق وغروبها من المغرب . ومثل تعاقب الليل والنهار . يقول تعالى: "وآية لهم الليل نسلخ منه النهار فإذا هم مظلمون" (يس: 37) . ولعل المسلمين اليوم هم أحوج الناس إلى فقه هذه السنن/ القوانين الإلهية، لأنها قوانين ثابتة لا تتغير، فإذا انتبهوا إليها وأخذوا بها درأتهم من جروف عظيمة . 
=====
 
====

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق